خطبة عيد الفطر المبارك 1443هـ ، للشيخ طه ممدوح
خطبة عيد الفطر المبارك 2 مايو 2022م ، للشيخ طه ممدوح، بتاريخ 1 شوال 1443هـ ، الموافق 2 مايو 2022م.
لتحميل خطبة عيد الفطر المبارك 2 مايو 2022م بصيغة word ، للشيخ طه ممدوح
لتحميل خطبة عيد الفطر المبارك 2 مايو 2022م بصيغة pdf ، للشيخ طه ممدوح
عناصر خطبة عيد الفطر المبارك 2 مايو 2022م ، للشيخ طه ممدوح:
أولًا: فرحةُ الصائمينَ بعيدِ الفطرِ
ثانيًا: مظاهرُ الفرحِ المشروعِ بالعيدِ
ولقراءة خطبة عيد الفطر المبارك 2 مايو 2022م ، كما يلي:
خطبةُ عيدِ الفطرِ المبارك
بتاريخ 1 شوال 1443هـ، الموافق 2 مايو 2022م
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، اللهُ أکبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ كبيرًا، والحمدُ للهِ كثيرًا، وسبحانَ اللهِ بكرةً وأصيلًا، وأشهدُ أن لا إلهَ إلّا اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ, وأشهدُ أنَّ سيدَنَا ونبيَّنَا محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، اللهمَّ صلِّ وسلمْ وباركْ عليهِ وعلى آلهِ وصحبهِ ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدين، وبعدُ
العنصر الأول من خطبة عيد الفطر المبارك
أولًا: فرحةُ الصائمينَ بعيدِ الفطرِ
اليومُ يشرقُ علينَا عيدُ الفطرِ المبارك لينشرَ على الدنيا الفرحَ والبهجةَ والسرورَ فهو يومُ الجائزةِ الكُبرى، حيثُ تتجلَّى عوائدُ الكرمِ الرباني، فيفرحُ الصائمونَ بصیامِهِم وقيامِهِم، واجتهادِهِم في العبادةِ، وإنفاقِهِم في وجوهِ الخيرِ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)(يونس: 58)، ويقولُ نبیُّنَا صلَّی اللهُ عليه وسلم: (لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يفرحهما: إذَا أفْطَرَ فَرِحَ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ عزَّ وجلَّ فَرِحَ بصَوْمِهِ)(رواه البخاري).
أيُّها المؤمنون منذُ أيامٍ قليلةٍ استقبلنَا شهرَ رمضانَ بشوقٍ وامتنانٍ، واليومُ يفرحُ المؤمنونَ بعيدِ الفطرِ المبارك، فالحمدُ للهِ على تمامِ الشهرِ وكمالِ الفضلِ، الحمدُ للهِ الذي أتمَّ علينَا نعمةَ الصيامِ والقيامِ .., وها نحنُ في يومِ عيدِ الفطرِ المبارك، والناسُ قد تجملُوا فيهِ بأحسن الثيابِ، وظهروا فيه بأبهَى الصورِ، وأجمل المظاهرِ، فينبغِي لنَا أنْ نهمسَ في أنفسِنَا همسةَ صدقٍ ونسألُهَا، هل نحنُ نجملُ أرواحَنَا كما جملنَا ملابسَنَا ؟، هل نحن جملنَا قلوبَنَا كما جملنَا ثيابنَا ؟، هل جملنَا باطنَنَا كما جملنَا ظاهرَنَا ؟ ، فإنَّ أعظمَ ثمرةٍ مِن ثمراتِ صومِ شهرِ رمضانَ هي صفاءُ الأرواحِ ونقاؤُهَا ،هي جلاءُ القلوبِ مِن أدرانِهَا.
ونحن في يومِ العيدِ، فهيَّا بنَا نجملُ أرواحنَا كما جملنَا ثيابنَا، هيَّا بنَا نُفشِي السلامَ على مَن عرفنَا ومَن لا نعرفْ هيَّا بنَا نمسحُ ما علقَ في القلوبِ مِن حسدٍ أو غلٍّ أو غيظٍ ! ، هيَّا بنَا نزرعُ البسمةَ على الكبيرِ والصغيرِ والمريضِ واليتيمِ ، والفقيرِ والمسكين، هيَّا بنَا لنصلَ مَن قطعنَا، ونعفو عمَن ظلمنَا، ونُعطِي مَن حرمنَا، ونُسلمُ على مَن هجرنَا ! ، هيَّا بنَا نجملُ الأرواحَ مع جمالِ الثيابِ … ولنحرصْ على استثمارِ هذه المناسبةِ لجمعِ الكلمةِ، وتوحيدِ الصفِّ، فلا تهاجرُوا ولا تدابرُوا، بل تواصلُوا وتزاورُوا، فهذه دعوةٌ لكلِّ المتخاصمين في صباحِ العيدِ، إلى أنْ تتصافحَ قلوبُهُم كما تتصافحُ أيديَهُم، رَوى الطبرانيُّ عَنْ أنسٍ -رضي اللهُ عنه- أَنَّ النَّبِيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلم- قَالَ: “أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكُونَ كَأَبِي ضَمْضَمٍ؟” قَالُوا: مَنْ أَبُو ضَمْضَمٍ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قال: “كَانَ إذَا أَصْبَحَ قَالَ: اللهُمَّ إنِّي قَدْ وَهَبْتُ نَفْسِي وَعِرْضِي لَكَ؛ فَلا يُشْتَم مَنْ شَتَمَهُ، وَلا يُظْلَم مَنْ ظَلَمَهُ، وَلا يُضْرَبُ مَنْ ضَرَبَهُ”، فنحن في هذا اليومِ جديرٌ بنَا أنْ نمدَّ أيدينَا بالمصافحةِ، وألسنتَنَا بالكلامِ الطيبِ، وقلوبنَا بغسلِهَا مِن الأضغانِ والأحقادِ والبغضاءِ، وأنْ تتواصلَ أرحامُنا، وتتقاربَ قلوبُنَا.
*****
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين سيدِنَا محمدٍ صلَّی اللهُ عليه وسلم، وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين .
العنصر الثاني من خطبة عيد الفطر المبارك
ثانيًا: مظاهرُ الفرحِ المشروعِ بالعيدِ
لا شكَّ أنَّ شكرَ اللهِ (عزَّ وجلَّ) على نعمهِ مِن أهمِّ مظاهرِ الاحتفالِ بالعيدِ، فإنَّ الصيامَ والقيامَ وسائرَ صنوفِ العباداتٍ نعمٌ منَّ اللهُ عزَّ وجلَّ بهَا على عبادهِ، ووفقَهُم للقيامِ بها وإتمامِهَا، حيثُ يقولُ سبحانَهُ: (وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)(البقرة: 185)، كما يُستحبُّ في العيدِ الحرصُ على صلةِ الأرحامِ، وتوطيدِ العلاقاتِ الاجتماعيةِ بالتآزرِ والتالفِ، والعملِ على إغناءِ الفقراءِ عن السؤالِ في هذا اليومِ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: (وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) ويقولُ صلَّی اللهُ عليه وسلم: (إنَّكَ لن تُنْفِقَ نفقةً تبتَغي بها وجهَ اللهِ عزَّ وجلَّ إلَّا أُجِرْتَ بها حتَّى ما تجعلُ في فَمِ امرأتِكَ)(رواه البخاري)، ويقولُ صلَّي اللهُ عليه وسلم (مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ)(رواه البخاري)،
ومِن شکرِ نعمةِ اللهِ (عزَّ وجلَّ) على توفيقهِ للطاعةِ المداومةُ عليها بعدَ شهرِ رمضانَ، فإنَّ أيامَ العامِ كلّهِ مواسمٌ للطاعةِ، وإذا كانتْ أبوابُ الجنةِ قد فُتحتْ في رمضانَ فإنَّهَا لا تْغلقُ بعدَهُ، حيثُ يقولُ نبیُّنَا صلَّی اللهُ عليه وسلم: (تُفْتَحُ أبْوابُ الجَنَّةِ يَومَ الإثْنَيْنِ، ويَومَ الخَمِيسِ)(رواه مسلم)، ويقولُ (صلَّی اللهُ عليه وسلم): (مَا منكُم مِن أحدٍ يتوضأُ فيسبغُ الوضوءَ، ثم يقولُ: أشهدُ أن لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأنَّ محمدًا عبدهُ ورسولهُ، إلا فُتحتْ لهُ أبوابُ الجنةِ الثمانيةُ يدخلُ مِن أيِّهَا شاءَ)(رواه مسلم).
فالمسلمُ يجبُ عليهِ أنْ يتنبَّهَ أنْ عبادةَ اللهِ – تباركَ وتعالى – والمنافسةَ في طاعتهِ والجدَّ في القيامِ بما يرضِيه لا يتوقف على شهرٍ مِن الشهورِ أو أيامٍ معدودةٍ، فإنْ انقضَى شهرُ رمضانَ المبارك، فإنَّ عبادةَ الإنسانِ لا تنقضِي، وإنْ انتهتْ أيامُهُ المباركةُ ولياليهِ الفاضلةُ، فإنَّ أعمالَ الخيرِ لا تنتهِي واللهُ – تباركَ وتعالى – يقولُ في كتابهِ العظيمِ: ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾[الحجر: 99]، واليقينُ هو الموتُ، فالمسلمُ مطالبٌ بالمداومةِ على طاعةِ اللهِ، والاستمرارِ في عبادتهِ – سبحانَهُ وتعالى – إلى أنْ يتوفاهُ اللهُ، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]؛ أي: جدُّوا في عبادتهِ، وتنافسُوا في القيامِ بما يرضِيه إلى أنْ تموتُوا على ذلك.
وكمَا أنَّ شهرَ رمضانَ هو شهرُ الصيامِ، وفرضَ اللهُ – تباركَ وتعالى – على عبادهِ فيه تلك الطاعةَ العظيمةَ، والفريضةَ الجليلةَ صيامَ الشهرِ كلِّه، فإنًّ الصيامَ لا ينقضِي بانقضاءِ رمضانَ، نعمْ الصيامُ المفروضُ والصيامُ الواجبُ لا يكونُ إلّا في رمضانَ، لكنْ إنْ انتهَى الصيامُ في رمضانَ، فيبقَى مع المسلمِ صيامُ النافلةِ، ومِن أعظمِ ذلك صيامُ ستةِ أيامٍ مِن شوال، فعن أبي أيوبٍ الأنصاريّ أنَّ النبيَّ – صلَّى اللهُ عليه وسلم – قال: ((مَن صامَ رمضانَ وأتبعهُ ستًا مِن شوال، فكأنَّما صامَ الدهرَ كلَّهُ)(رواه مسلم)، كما يُستحبُّ المداومةُ على القيامِ، والذكرِ، وقراءةِ القرآنِ، وسائرِ الطاعاتِ التي کنتَ تحرصُ عليها في هذا الشهرِ الفضيلِ.
اللهم تقبلْ صيامنَا وقيامنَا وسائرَ أعمالِنَا، واحفظْ بلادنَا مصرَ وسائرَ بلادِ العالمين، وكلُّ عامٍ وأنتُمْ بخير
كتبه: طه ممدوح عبدالوهاب
إمام وخطيب بوزارة الأوقاف
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف